امرؤ القيس يستنجد بالقبائل واسيادها .
وقال ابن السكيت حدثني خالد الكلابي أن امرأ القيس لما أقبل من الحرب على فرسه الشقراء لجأ إلى ابن عمته عمرو بن المنذر وأمه هند بنت عمرو بن حجر بن آكل المرار وذلك بعد قتل أبيه وأعمامه وتفرق ملك أهل بيته وكان عمرو يومئذ خليفة لأبيه المنذر ببقة وهي بين الأنبار وهيت فمدحه وذكر صهره ورحمه وأنه قد تعلق بحباله ولجأ إليه فأجاره ومكث عنده زمانا ثم بلغ المنذر مكانه عنده فطلبه وأنذره عمرو فهرب حتى أتى حمير .
وقال ابن الكلبي والهيثم بن عدي وعمر بن شبة وابن قتيبة فلما امتنعت بكر بن وائل وتغلب من اتباع بني أسد خرج من فوره ذلك إلى اليمن فاستنصر أزدشنوءة فأبوا أن ينصروه وقالوا إخواننا وجيراننا فنزل بقيل يدعى مرثد الخير بن ذي جدن الحميري وكانت بينهما قرابة فاستنصره واستمده على بني أسد فأمده بخمسمائة رجل من حمير ومات مرثد قبل رحيل امرئ القيس بهم وقام بالمملكة بعده رجل من حمير يقال له قرمل بن الحميم وكانت أمه سوداء فردد امرأ القيس وطول عليه حتى هم بالانصراف وقال .
( وإذ نحن ندعو مَرْثَد الخيرِ ربَّنا ... وإذ نحن لا نُدْعَى عَبيداً لقَرْمَلِ ) .
فأنفذ له ذلك الجيش وتبعه شذاذ من العرب واستأجر من قبائل