ثأرك فاطلبهم فإن القوم قد ساروا بالأمس فتبع بني أسد ففاتوه ليلتهم تلك فقال في ذلك .
( ألا يا لَهْفَ هندٍ إثْرَ قومٍ ... همُ كانوا الشفاءَ فلم يُصابوا ) .
( وقاهم جَدُّهم ببني أبيهم ... وبالأَشْقَيْنَ ما كان العقابُ ) .
( وأَفْلتهنّ عِلْباءٌ جَريضاً ... ولو أدركْنَه صَفِرَ الوِطابُ ) .
يعني ببني أبيهم بني كنانة لأن أسدا وكنانة ابني خزيمة أخوان .
أخبرني أبو خليفة عن محمد بن سلام قال سمعت رجلا سأل يونس عن قوله صفر الوطاب فقال سألنا رؤبة عنه فقال لو أدركوه قتلوه وساقوا إبله فصفرت وطابه من اللبن وقال غيره صفر الوطاب أي إنه كان يقتل فيكون جسمه صفرا من دمه كما يكون الوطاب صفرا من اللبن .
وأدركهم ظهرا وقد تقطعت خيله وقطع أعناقهم العطش وبنو أسد جامون على الماء فنهد إليهم فقاتلهم حتى كثرت الجرحى والقتلى فيهم وحجز الليل بينهم وهربت بنو أسد فلما أصبحت بكر وتغلب أبوا أن يتبعوهم وقالوا له قد أصبت ثأرك قال والله ما فعلت ولا أصبت من بني كاهل ولا من غيرهم من بني أسد أحدا قالوا بلى ولكنك رجل مشؤوم وكرهوا قتالهم بني كنانة وانصرفوا عنه ومضى هاربا لوجهه حتى لحق بحمير