ابنه فأخذ التراب فوضعه على رأسه ثم استقراهم واحدا واحدا فكلهم فعل ذلك حتى أتى امرأ القيس فوجده مع نديم له يشرب الخمر ويلاعبه بالنرد فقال له قتل حجر فلم يلتفت إلى قوله وأمسك نديمه فقال له امرؤ القيس اضرب فضرب حتى إذا فرغ قال ما كنت لأفسد عليك دستك ثم سأل الرسول عن أمر أبيه كله فأخبره فقال الخمر علي والنساء حرام حتى أقتل من بني أسد مائة وأجز نواصي مائة وفي ذلك يقول .
( أرِقتُ ولم يأرَقْ لِمَا بيَ نافعُ ... وهاج لِي الشوقَ الهمومُ الروادعُ ) .
وقال ابن الكلبي حدثني أبي عن ابن الكاهن الأسدي أن حجرا كان طرد امرأ القيس وآلى ألا يقيم معه أنفة من قوله الشعر وكانت الملوك تأنف من ذلك فكان يسير في أحياء العرب ومعه أخلاط من شذاذ العرب من طيئ وكلب وبكر بن وائل فإذا صادف غديرا أو روضة أو موضع صيد أقام فذبح لمن معه في كل يوم وخرج إلى الصيد فتصيد ثم عاد فأكل وأكلوا معه وشرب الخمر وسقاهم وغنته قيانه ولا يزال كذلك حتى ينفد ماء ذلك الغدير ثم ينتقل عنه إلى غيره فأتاه خبر أبيه ومقتله وهو بدمون من أرض اليمن أتاه به رجل من بني عجل يقال له عامر الأعور أخو الوصاف فلما أتاه بذلك قال