به عرفوا أن حجرا يقاتلهم وأنه لا بد من القتال فحشد الناس لذلك وبلغ حجرا أمرهم فأقبل نحوهم فلما غشيهم ناهضوه القتال وهم بين أبرقين من الرمل في بلادهم يدعيان اليوم أبرقي حجر فلم يلبثوا حجرا أن هزموا أصحابه وأسروه فحبسوه وتشاور القوم في قتله فقال لهم كاهن من كهنتهم بعد أن حبسوه ليروا فيه رأيهم أي قوم لا تعجلوا بقتل الرجل حتى أزجر لكم فانصرف عن القوم لينظر لهم في قتله فلما رأى ذلك علباء خشي أن يتواكلوا في قتله فدعا غلاما من بني كاهل وكان ابن أخته وكان حجر قتل أباه زوج أخت علباء فقال يا بني أعندك خير فتثأر بأبيك وتنال شرف الدهر وإن قومك لن يقتلوك فلم يزل بالغلام حتى حربه ودفع اليه حديدة وقد شحذها وقال ادخل عليه مع قومك ثم اطعنه في مقتله فعمد الغلام إلى الحديدة فخبأها ثم دخل على حجر في قبته التي حبس فيها فلما رأى الغلام غفلة وثب عليه فقتله فوثب القوم على الغلام فقالت بنو كاهل ثأرنا وفي أيدينا فقال الغلام إنما ثأرت بأبي فخلوا عنه وأقبل كاهنهم المزدجر فقال أي قوم قتلتموه ملك شهر وذل دهر أما والله لا تحظون عند الملوك بعده أبدا .
قال ابن السكيت ولما طعن الأسدي حجرا ولم يجهز عليه أوصى ودفع كتابه إلى رجل وقال له انطلق إلى ابني نافع وكان أكبر ولده فإن بكى وجزع فاله عنه واستقرهم واحدا واحدا حتى تأتي امرأ القيس وكان أصغرهم فأيهم لم يجزع فادفع إليه سلاحي وخيلي وقدوري ووصيتي وقد كان بين في وصيته من قتله وكيف كان خبره فانطلق الرجل بوصيته إلى نافع