( وقِصْدةُ عِلْباءِ بن قَيْسِ بن كاهلٍ ... مَنِيّةُ حُجْر في جوار ابن خَدّان ) .
وذكر الهيثم بن عدي أن حجرا لما استجار عوير بن شجنة لبنيه وقطينه تحول عنهم فأقام في قومه مدة وجمع لبني أسد جمعا عظيما من قومه وأقبل مدلا بمن معه من الجنود فتآمرت بنو أسد بينها وقالوا والله لئن قهركم هذا ليحكمن عليكم حكم الصبي فما خير عيش يكون بعد قهر وأنتم بحمد الله أشد العرب فموتوا كراما فساروا إلى حجر وقد ارتحل نحوهم فلقوه فاقتتلوا قتالا شديدا وكان صاحب أمرهم علباء بن الحارث فحمل على حجر فطعنه فقتله وانهزمت كندة وفيهم يومئذ امرؤ القيس فهرب على فرس له شقراء وأعجزهم وأسروا من أهل بيته رجالا وقتلوا وملؤوا أيديهم من الغنائم وأخذوا جواري حجر ونساءه وما كان معه من شيء فاقتسموه بينهم .
وقال يعقوب بن السكيت حدثني خالد الكلابي قال كان سبب قتل حجر أنه كان وفد إلى أبيه الحارث بن عمرو في مرضه الذي مات فيه وأقام عنده حتى هلك ثم أقبل راجعا إلى بني أسد وقد كان أغار عليهم في النساء وأساء ولايتهم وكان يقدم بعض ثقله أمامه ويهيأ نزله ثم يجيء وقد هيء له من ذلك ما يعجبه فينزل ويقدم مثل ذلك إلى ما بين يديه من المنازل فيضرب له في المنزلة الأخرى فلما دنا من بلاد بني أسد وقد بلغهم موت أبيه طمعوا فيه فلما أظلهم وضربت قبابه اجتمعت بنو أسد إلى نوفل بن ربيعة بن خدان فقال يا بني أسد من يتلقى هذا الرجل منكم فيقتطعه فإني قد أجمعت على الفتك به فقال له القوم ما لذلك أحد غيرك فخرج نوفل في خيله حتى أغار على الثقل فقتل من وجد فيه وساق الثقل وأصاب جاريتين قينتين لحجر ثم أقبل حتى أتى قومه فلما رأوا ما قد حدث وأتاهم