أن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة لم تكن له همة إلا عمر بن أبي ربيعة والأحوص فكتب إلى عامله على المدينة قد عرفت عمر والأحوص بالخبث والشر فإذا أتاك كتابي هذا فاشددهما واحملهما إلي فلما أتاه الكتاب حملهما إليه فأقبل على عمر فقال له هيه .
( فلم أر كالتَّجْمِيرِ منظرَ ناظرٍ ... ولا كليالي الحجّ أَفْلَتْنَ ذا هوَى ) .
( وكم مالئٍ عينيه من شيءِ غيرِه ... إذا راح نحوَ الجمرةِ البِيضُ كالدُّمَى ) .
فإذا لم يفلت الناس منك في هذه الأيام فمتى يفلتون أما والله لو اهتممت بأمر حجك لم تنظر إلى شيء غيرك ثم أمر بنفيه فقال يا أمير المؤمنين أو خير من ذلك قال وما هو قال أعاهد الله ألا أعود إلى مثل هذا الشعر ولا أذكر النساء في شعر أبدا وأجدد توبة على يديك قال أو تفعل قال نعم فعاهد الله على توبة وخلاه ثم دعا بالأحوص فقال هيه .
( اللهُ بيني وبين قَيِّمِها ... يهرُب منِّي بها وأَتَّبِعُ ) .
بل الله بين قيمها وبينك ثم أمر بنفيه إلى بيش وقيل إلى دهلك وهو الصحيح فنفي إليها فم يزل بها فرحل إلى عمر عدة من الأنصار فكلموه في أمره وسألوه أن يقدمه وقالوا له قد عرفت نسبه وقدمه وموضعه وقد