له اخرج فخرج حتى أتى الحيرة فأتى عمرو بن هند فكان ينادمه وأقبل أبو سفيان بن حرب إلى الحيرة في بعض ما كان يأتيها فلقي مسافرا فسأله عن حال قريش والناس فأخبره وقال له فيما يقول وتزوجت هندا بنت عتبة فدخله من ذلك ما اعتل معه حتى استسقى بطنه قال ابن خربوذ فقال مسافر في ذلك .
( ألاَ إنّ هنداً أصبحتْ منك مَحْرَما ... وأصبحتَ من أدنى حُمُوَّتِها حَمَا ) .
( وأصبحتَ كالمقمورِ جَفْنَ سلاحه ... يقلِّب بالكَفَّيْنِ قوساً وأَسْهُمَا ) .
فدعا له عمرو بن هند الأطباء فقالوا لا دواء له إلا الكي فقال له ما ترى قال افعل فدعا له الذي يعالجه فأحمى مكاويه فلما صارت كالنار قال ادع أقواما يمسكونه فقال لهم مسافر لست أحتاج إلى ذلك فجعل يضع المكاوي عليه فلما رأى صبره ضرط الطبيب فقال مسافر .
( قد يَضْرِطُ العَيْرُ والمِكواةُ في النارِ ... ) .
فجرت مثلا فلم يزده إلا ثقلا فخرج يريد مكة فلما انتهى إلى موضع يقال له هبالة مات فدفن بها ونعي إلى قريش فقال أبو طالب بن عبد المطلب يرثيه .
( ليتَ شِعْرِي مُسَافِرَ بنَ أبي عمروٍ ... ولَيْتٌ يقولها المحزونُ )