شهر منهم ابن أبي عتيق فجاءه لأخذ درهميه على حمار له أعجف قال وكثير مع ابن أبي عتيق فدعا ابن أبي عتيق للحزين بدرهمين فقال الحزين لابن أبي عتيق من هذا معك قال هذا أبو صخر كثير بن ابي جمعة قال وكان قصيرا دميما فقال له الحزين أتأذن لي أن أهجوه ببيت من شعر قال لا لعمري لا آذن لك أن تهجو جليسي ولكني أشتري عرضه منك بدرهمين آخرين ودعا له بهما فأخذهما ثم قال لا بد من هجائه ببيت قال أو أشتري ذلك منك بدرهمين آخرين ودعا له بهما فأخذهما ثم قال ما أنا بتاركه حتى أهجوه قال أو أشتري ذلك منك بدرهمين فقال له كثير ايذن له ما عسى أن يقول في بيت فأذن له ابن أبي عتيق فقال .
( قصيرُ القميصِ فاحشٌ عند بيته ... يَعَضّ القُرَادُ بِاستِه وهو قائمُ ) .
قال فوثب كثير إليه فلكزه فسقط هو والحمار وخلص ابن أبي عتيق بينهما وقال لكثير قبحك الله أتأذن له وتسفه عليه فقال كثير أو أنا ظننته أن يبلغ بي هذا كله في بيت واحد .
كثير يدعي أنه قرشي .
أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة ولم يتجاوزه وأخبرني الحرمي قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثنا عبد الرحمن ابن الخضر الخزاعي عن ولد جمعة بنت كثير أنه وجد في كتب أبيه التي فيها شعر كثير أن عبد الملك بن مروان قال له ويحك الحق بقومك من خزاعة فأخبر أنه من كنانة قريش وأنشد كثير قوله .
( أليس أبي بالصَّلْتِ أم ليس إخوتي ... بكل هِجانٍ من بني النَّضْر أزهَرا )