فلما جلس حارثة قال له سعد يا حارثة أينع الكرم قال نعم واستودع ماءه الأصيص فمه قال إني لم أرد بأسا قال أجل ولست من أهل البأس ولكن هل لك علم بالأتان إذا اعتاص رحمها كيف يسطى عليها أكما يسطى على الفرس أم كيف قال واحدة بواحدة والبادي أظلم سألتني عما لا علم لي به وسألتك عما تعلم قال أنت بما سألتك عنه أعلم مني بما سألتني عنه ولكن من شاء جهل نفسه وأنكر ما يعرف وقال حارثة يهجو سعداً .
( لا تَرْجُ مني يابنَ سعدٍ هَوادةً ... ولا صُحبةً ما أَرْزَمَتْ أُمُّ حَائِلِ ) .
( أعند الأمير ابنِ الأمير تَعيبني ... وأنت ابنُ عمروٍ مُضْحكٌ في القبائل ) .
( ولو غيرَنا يا سعد رُمْتَ حريمهَ ... بِخَسْفٍ لقد غُودِرْتَ لحماً لآكل ) .
( فشالت بك العَنقاءُ أو صِرت لحمة ... لأَغْبَسُ عوَّاء العشيّات عاسِل ) .
أخبرني هاشم بن محمد قال أنبأنا الرياشي عن الأصمعي وأبي عبيدة قالا .
كان حارثة بن بدر يجالس مالك بن مسمع فإذا جاء وقت يشرب فيه قام فأراد مالك أن يعلم من حضره أنه قام ليشرب فقال له إلى أين تمضي يا أبا العنبس قال أجيء بعباد بن الحصين يفقأ عينك الأخرى وقال