زياد وهو بها ثم إنه بلغه موته فقال حارثة يرثيه .
( إن الرزِيَّةَ في قَبرٍ بمنزلةٍ ... تجري عليها بظَهْرِ الكُوفَةِ المُورُ ) .
( أَدَّتْ إليه قُريش نَعْشَ سيِّدها ... ففِيه ضَافِي النَّدَى والحَزْمِ مَقْبُور ) .
( أَبَا المُغِيرة والدنيا مُغيِّرَةٌ ... وإنّ من غُرَّ بالدنيا لمَغْرُور ) .
( قد كان عندك للمعروفِ مَعْرِفَةٌ ... وكان عندك لِلنَّكْرَاءِ تَنْكِير ) .
( وكنْتَ تُؤْتَى فتُعْطِي الخيرَ عن سَعةٍ ... فاليومَ بابُك دون الهجرِ مَهْجُور ) .
( ولا تَلين إذا عُوسِرْتَ مُقْتَسِراً ... وكُلُّ أمركَ ما يُوسِرْتَ مَيسور ) .
قال وكان الذي أتاه بنعيه مسعود بن عمرو الأزدي فقال حارثة .
( لقد جاء مسعودٌ أخو الأزدِ غدْوَةً ... بداهيةٍ غَرَّاءَ بَادٍ حُجُولُهَا ) .
( من الشر ظَلَّ الناسُ فيها كأنهم ... وقد جاء بالأَخْبَار من لا يُحِيلُها ) .
هو وسعد الرابية في مجلس لابن زياد .
أخبرني الحسن بن علي قال أنبأنا العمري عن أحمد بن خالد بن منجوف عن مؤرج السدوسي قال .
دخل حارثة بن بدر على عبيد الله بن زياد وعنده سعد الرابية أحد بني عمرو بن يربوع بن حنظلة وكان شريرا يضحك ابن زياد ويلهيه وله يقول الفرزدق .
( إني لأُبْغِض سعداً أن أجاوِرَه ... ولا أُحِب بني عمرو بن يَربوع ) .
( قومٌ إذا حاربوا لم يخشَهم أحدٌ ... والجارُ فيهم ذليلٌ غير ممنوع )