ولو كنت سمعت بها لحفظتها قال إسحاق وما أشك أني كنت أحفظ لها حينئذ من أبي العتاهية ولكني إنما أنشدت ما أنشدت تعصبا .
قال محمد بن يزيد .
وحدثت من غير وجه أن الرشيد ألف العباس بن الأحنف فلما خرج إلى خراسان طال مقامه بها ثم خرج إلى أرمينية والعباس معه ماشيا إلى بغداد فعارضه في طريقه فأنشده .
( قالوا خُراسانُ أقصى ما يُرادُ بنا ... ثم القُفولُ فَقد جئنا خراسانا ) .
( ما أقدرَ اللَّه أن يُدْني على شَحَط ... سُّكّانَ دِجَلة من سُكَّان جَيْحانا ) .
( متى الذي كنتُ أرجوه وآمُلُه ... أمَّا الذي كنتُ أخشاه فقد كانا ) .
( عينُ الزمانِ أصابتْنا فلا نَظَرتْ ... وعذَّبتْ بصنوفِ الهجر ألوانا ) .
في هذين البيتين الأخيرين رمل بالوسطى ينسب إلى مخارق وإلى غيره قال فقال له الرشيد قد اشتقت يا عباس وأذنت لك خاصة وأمر له بثلاثين ألف درهم .
أخبرني الصولي قال حدثنا محمد بن القاسم قال سمعت مصعبا الزبيري يقول .
العباس بن الأحنف وعمرو العراف ما ابتدلا شعرهما في رغبة ولا رهبة ولكن فيما أحباه فلزما فنا واحدا لو لزمه غيرهما ممن يكثر إكثارهما لضعف فيه