أن العباس بن الأحنف كان من عرب خراسان ومنشؤه ببغداد ولم تزل العلماء تقدمه على كثير من المحدثين ولا تزال قد ترى له الشيء البارع جدا حتى تلحقه بالمحسنين .
أخبرني محمد بن يحيى قال حدثنا يموت بن المزرع قال .
سمعت خالي يعني الجاحظ يقول لولا أن العباس بن الأحنف أحذق الناس وأشعرهم وأوسعهم كلاما وخاطرا ما قدر أن يكثر شعره في مذهب واحد لا يجاوزه لأنه لا يهجو ولا يمدح ولا يتكسب ولا يتصرف وما نعلم شاعرا لزم فنا واحدا لزومه فأحسن فيه وأكثر .
حدثني محمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد قال أنشد الحرمازي أبو علي وأنا حاضر للعباس بن الأحنف .
صوت .
( لا جَزَى اللَّهُ دمعَ عينيَ خيراً ... وجزى اللَّهُ كلَّ خيرٍ لساني ) .
( نَمَّ دمعِي فليس يكتُم شيئاً ... ورأيتُ اللِّسان ذا كتْمانِ ) .
( كنتُ مثلَ الكتابِ أخفاه طَيُّ ... فاستدلُّوا عليه بالعُنْوان ) .
الغناء لعريب رمل ثم قال الحرمازي هذا والله طراز يطلب الشعراء مثله فلا يقدرون عليه .
أخبرني محمد قال حدثني حسين بن فهم قال سمعت العطوي يقول