سخر شعره للغزل دون الهجاء أو المديح .
وكان العباس شاعرا غزلا ظريفا مطبوعا من شعراء الدولة العباسية وله مذهب حسن ولديباجة شعره رونق ولمعانيه عذوبة ولطف ولم يكن يتجاوز الغزل إلى مديح ولا هجاء ولا يتصرف في شيء من هذه المعاني وقدمه أبو العباس المبرد في كتاب الروضة على نظرائه وأطنب في وصفه وقال رأيت جماعة من الرواة للشعر يقدمونه قال وكان العباس من الظرفاء ولم يكن من الخلعاء وكان غزلا ولم يكن فاسقا وكان ظاهر النعمة ملوكي المذهب شديد التترف وذلك بين في شعره وكان قصده الغزل وشغله النسيب وكان حلوا مقبولا غزلا غزير الفكر واسع الكلام كثير التصرف في الغزل وحده ولم يكن هجاء ولا مداحا .
أخبرني محمد بن يحيى قال حدثنا أبو ذكوان قال .
سمعت إبراهيم بن العباس يصف العباس بن الأحنف فقال كان والله ممن إذا تكلم لم يحب سامعه أن يسكت وكان فصيحا جميلا ظريف اللسان لو شئت أن تقول كلامه كله شعر لقلت .
حدثني محمد بن يحيى قال حدثني عبيد الله بن عبد الله بن طاهر قال .
رأيت نسخا من شعر العباس بن الأحنف بخراسان وكان عليها مكتوب شعر الأمير أبي الفضل العباس .
أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال حدثنا محمد بن يزيد قال حدثني صالح بن عبد الوهاب