حتى أخرجت الغريض معي وأخفيت أمره وعلمت أن أمير المؤمنين يسألني عما رأيت في طريقي فقال له يزيد ائتني بالغريض ليلاً وأخف أمره فرجع الأحوص إلى منزله وبعث إلى سلامة بالخبر فقالت للرسول قل له جزيت خيراً قد انتهى إلي كل ما قلت وقد تلطفت وأحسنت فلما وارى الليل أهله بعث إلى الأحوص أن عجل المجيء إلي مع ضيفك فجاء الأحوص مع الغريض فدخلا عليه فقال غنني الصوت الذي أخبرني الأحوص أنه سمعه منك وكان الأحوص قد أخبر الغريض الخبر وإنما ذلك شعر قاله الأحوص يريد يحركه به على سلامة ويحتال للغريض في الدخول عليه فقال غنني الصوت الذي أخبرني الأحوص فلما غناه الغريض دمعت عين يزيد ثم قال ويحك هل يمكن أن تصير إلى مجلسي قيل له هي صالحة فأرسل إليها فأقبلت فقيل ليزيد قد جاءت فضرب لها حجاب فجلست وأعاد عليه الغريض الصوت فقالت أحسن والله يا أمير المؤمنين فاسمعه مني فأخذت العود فضربته وغنت الصوت فكاد يزيد أن يطير فرحاً وسروراً وقال يا أحوص إنك لمبارك يا غريض غنني في ليلتي هذا الصوت فلم يزل يغنيه حتى قام يزيد وأمر لهما بمال وقال لا يصبح الغريض في شيء من دمشق فارتحل الغريض من ليلته وأقام الأحوص بعده أياماً ثم لحق به وبعثت سلامة إليهما بكسوة ولطف كثير .
نوحها على يزيد حين مات .
أخبرني أحمد بن عبيد الله بن عمار قال حدثني علي بن محمد النوفلي قال حدثني رجل من أهلي من بني نوفل قال .
قدمت في جماعة من قريش على يزيد بن عبد الملك فألفيناه في علته التي مات فيها بعد وفاة حبابة فنزلنا منزلاً لاصقا بقصر يزيد فكنا إذا