وساطتها للغريض عند يزيد .
وجه يزيد بن عبد الملك إلى الأحوص في القدوم عليه وكان الغريض معه فقال له أخرج معي حتى آخذ لك جائزة أمير المؤمنين وتغنيه فإني لا أحمل إليه شيئاً هو أحب إليه منك فخرجا فلما قدم الأحوص على يزيد جلس له ودعا به فأنشده مدائح فاستحسنها وخرج من عنده فبعثت إليه سلامة جارية يزيد بلطف فأرسل إليها إن الغريض عندي قدمت به هدية إليك فلما جاءها الجواب اشتاقت إلى الغريض وإلى الاستماع منه فلما دعاها أمير المؤمنين تمارضت وبعثت إلى الأحوص إذا دعاك أمير المؤمنين فاحتل له في أن تذكر له الغريض فلما دعا يزيد الأحوص قال له يزيد ويحك يا أحوص هل سمعت شيئاً في طريقك تطرفنا به قال نعم يا أمير المؤمنين مررت في بعض الطريق فسمعت صوتاً أعجبني حسنه وجودة شعره فوقفت حتى استقصيت خبره فإذا هو الغريض وإذا هو يغني بأحسن صوت وأشجاه .
( أَلاَ هاجَ التَّذَكُّرُ لي سَقَامَا ... ونُكْسَ الداءِ والوجعَ الغَرَاما ) .
( سَلاَمةُ إنها هَمِّي ودائي ... وشَرُّ الداءِ ما بَطَن العِظاما ) .
( فقلتُ له ودمعُ العينِ يجري ... على الخَدَّيْنِ أربعةً سِجَاما ) .
( عليكَ لها السلامُ فمَنْ لِصَبٍّ ... يبيت الليلَ يَهْذِي مُستهاما ) .
قال يزيد ويلك يا أحوص أنا ذاك في هوى خليلتي وما كنت أحسب مثل هذا يتفق وإن ذاك لمما يزيد لها في قلبي فما صنعت يا أحوص حين سمعت ذاك قال سمعت ما لم أسمع يا أمير المؤمنين أحسن منه فما صبرت