أنت لا تحتمل المئونة وليس عندك معتمد فلم يزل به حتى انتجعه فأتى الباب فقال يا شقراء فخرجت إليه امرأة فقال لأمه هذا أبو مالك قد أتاني فباعت غزلاً لها واشترت له لحما ونبيذا وريحانا فدخل خصا لها فأكل معه وشرب وقال في ذلك .
( وبيتٍ كظهر الفيل جُلُّ مَتَاعِه ... أباريقُه والشاربُ المُتَقَطِّرُ ) .
( ترى فيه أثلامَ الأصِيصِ كأنَّها ... إذا بال فيها الشيخُ جَفْرٌ مُعَوَّرُ ) .
( لَعَمْرُك ما لاقيتُ يومَ معيشةٍ ... من الدهرِ إلاَّ يومُ شقراءَ أقصَرُ ) .
( حَوَارِيَّةٌ لا يدخل الذَّمُّ بيتَها ... مُطَهَّرةٌ يأوي إليها مُطَهَّرُ ) .
وذكر هارون بن الزيات هذا الخبر عن حماد عن أبيه أنه كان نازلا على عكرمة الفياض وأنه خرج من عنده يوما فمر بفتيان يشربون ومعهم قينة يقال لها شقراء وذكر الخبر مثل ما قبله وزاد فيه فأقام عندهم أربعة أيام وظن عكرمة أنه غضب فانصرف عنه فلما أتاه اخبره بخبره فبعث إلى الفتيان بألف درهم وأعطاه خمسة آلاف فمضى بها إليهم وقال استعينوا بهذه على أمركم ولم يزل ينادمهم حتى رحل .
اجتماع الشعراء الثلاثة عند بشر بن مروان .
أخبرني أبو خليفة عن محمد بن سلام قال حدثني أبو يحيى الضبي قال .
اجتمع الفرزدق وجرير والأخطل عند بشر بن مروان وكان بشر يغري بين الشعراء فقال للأخطل احكم بين الفرزدق وجرير فقال اعفني أيها الأمير