وقال يعقوب بن السكيت حدثني سلمة النميري وتوفي وله مائة وأربعون سنة أنه حضر هشاماً وله يومئذ تسع عشرة سنة وحضر جرير والفرزدق والأخطل عنده فأحضر هشام ناقة له فقال متمثلا .
( أنيخها ما بَدَا لِي ثم أَرْحَلُها ... ) .
( ثم قال أيكم أتم البيت كما أريد فهي له فقال جرير .
( كأنَّها نِقْنِقٌ يَعْدُو بصَحْراءِ ... ) .
( فقال لم تصنع شيئا فقال الفرزدق .
( كأنَّها كاسِرٌ بالدَّوّ فَتْخاءُ ... ) .
فقال لم تغن شيئاً فقال الأخطل .
( تُرْخِي المَشافِرَ واللَّحْيينِ إرخاءَ ... ) فقال اركبها لا حملك الله .
هجا جارية بعد أن هجته .
وقال هارون بن الزيات حدثني الخراز عن المدائني قال .
هجت الأخطل جارية من قومه فقال لأبيها يا أبا الدلماء إن ابنتك تعرضت لي فاكففها فقال له هي امرأة مالكة لأمرها فقال الأخطل .
( أَلاَ أَبْلِغْ أبا الدَّلْمَاءِ عنِّي ... بأن سِنانَ شاعركم قصيرُ ) .
( فإنْ يَطْعُنْ فليس بذي غَناءٍ ... وإن يُطْعَنْ فمَطْعنَهُ يسيرُ ) .
( متى ما ألقَه ومعي سِلاحي ... يخِرّ على قفاه فلا يُحِيرُ )