وقال هارون بن الزيات حدثني محمد بن عمرو الجرجاني عن أبيه .
أن الفرزدق والأخطل بينا هما يشربان وقد اجتمعا بالكوفة في إمارة بشر بن مروان إذ دخل عليهما فتًى من أهل اليمامة فقالا له هل تروي لجرير شيئاً فأنشدهما .
( لو قد بعثتُ على الفرزدقِ مِيسمِي ... وعلى البَعِيثِ لقد نكحتُ الأخطلاَ ) .
فأقبل الفرزدق فقال يا ابا مالك أتراه إن وسمني يتوركك على كبر سنك ففزع الفتى فقام وقال أنا عائذ بالله من شركما فقالا اجلس لا بأس عليك ونادماه بقية يومهما .
الفرزدق في ضيافته .
أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال أخبرنا عمر بن شبة قال حدثنا أبو يعلى قال حدثني عبد السلام بن حرب قال .
نزل الفرزدق على الأخطل ليلاً وهو لا يعرفه فجاءه بعشاء ثم قال له إني نصراني وأنت حنيف فأي الشراب أحب إليك قال شرابك ثم جعل الأخطل لا ينشد بيتا إلا أتم الفرزدق القصيدة فقال الأخطل لقد نزل بي الليلة شر من أنت قال الفرزدق بن غالب قال فسجد لي وسجدت له فقيل للفرزدق في ذلك فقال كرهت أن يفضلني فنادى الأخطل يا بني تغلب هذا الفرزدق فجمعوا له إبلاً كثيرة فلما اصبح فرقها ثم شخص .
أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة قال .
كان مما يقدم به الأخطل أنه كان أخبثهم هجاء في عفاف عن الفحش وقال الأخطل ما هجوت أحداً قط بما تستحي العذراء أن تنشده أباها