أحمد قال له سوءة لهذا من فعل بعد هذه السن وهذا المحل تضع نفسك كما أرى فخجل ابو دلف وتشور وقال إنهم أكرهوني على ذلك فقال هبهم أكرهوك على الغناء أفأكرهوك على الإحسان والإصابة .
قال علي وحدثني جدي أن سبب منادمته للمعتصم أنه كان نديما للواثق وكان ابو دلف قد وصف للمعتصم فأحب أن يسمعه وسأل الواثق عنه فقال يا أمير المؤمنين أنا على الفصد غداً وهم عندي فقال له المعتصم أحب ألاَّ تخفي علي شيئا من خبركم وفصد الواثق فأتاه أبو دلف وأتته رسل الخليفة بالهدايا وأعلمهم الواثق حضور أبي دلف عنده فلم يلبث أن أقبل الخدم يقولون قد جاء الخليفة فقام الواثق وكل من عنده حتى تلقوه حين برز من الدهليز إلى الصحن فجاء حتى جلس وأمر بندماء الواثق فردوا إلى مجالسهم قال حمدون وخنست عن مجلسي الذي كنت فيه لحداثتي فنظر المعتصم إلى مكاني خاليا فسأل عن صاحبه فسميت له فأمر بإحضاري فرجعت إلى مكاني وأمر بأن يؤتى برطل من شرابه فأتي به فأقبل على أبي دلف فقال له يا قاسم غنِّ أمير المؤمنين صوتا فما حصر ولا تثاقل وقال أغني أمير المؤمنين صوتا بعينه أو ما اخترته قال بل غنِّ صنعتك في شعر جرير .
( بَانَ الخليطُ برامَتَيْنِ فودَّعوا ... )