أبي دواد وقال له أدركه وما أراك تلحقه فاحتل في خلاصه منه كيف شئت قال ابن أبي دواد فمضيت ركضا حتى وافيته فإذا أبو دلف واقف بين يديه وقد أخذ بيديه غلامان له تركيان فرميت بنفسي على البساط وكنت إذا جئته دعا لي بمصلى فقال لي سبحان الله ما حملك على هذا قلت أنت أجلستني هذا المجلس ثم كلمته في القاسم وسألته فيه وخضعت له فجعل لا يزداد إلا غلظة فلما رأيت ذلك قلت هذا عبد وقد أغرقت في الرفق به فلم ينفع وليس إلا أخذه بالرهبة والصدق فقمت فقلت كم تراك قدرت تقتل أولياء أمير المؤمنين واحداً بعد واحد وتخالف أمره في قائد بعد قائد قد حملت إليك هذه الرسالة عن أمير المؤمنين فهات الجواب قال فذل حتى لصق بالأرض وبان لي الاضطراب فيه فلما رأيت ذلك نهضت إلى أبي دلف وأخذت بيده وقلت له قد أخذته بأمر أمير المؤمنين فقال لا تفعل يا أبا عبد الله فقلت قد فعلت وأخرجت القاسم فحملته على دابة ووافيت المعتصم فلما بصر بي قال بك يا ابا عبد الله وريت زنادي ثم رد علي خبري مع الإفشين حدسا بظنه ما أخطأ فيه حرفا ثم سألني عما ذكره لي وهو كما قال فأخبرته أنه لم يخطىء حرفا .
أحمد بن أبي دواد ينكر عليه غناءه .
وقال علي بن محمد حدثني جدي قال .
كان أحمد بن أبي دواد ينكر أمر الغناء إنكارا شديداً فأعلمه المعتصم أن صديقه ابا دلف يغني فقال ما أراه مع عقله يفعل ذلك فستر احمد بن أبي دواد في موضع وأحضر ابا دلف وأمره أن يغني ففعل ذلك وأطال ثم خرج احمد بن أبي دواد عليه من موضعه والكراهة ظاهرة في وجهه فلما رآه