زهير فانهزمت بنو عبس وطلبتهم بنو تميم فوقف لهم عنترة ولحقتهم كبكبة من الخيل فحامى عنترة عن الناس فلم يصب مدبر وكان قيس بن زهير سيدهم فساءه ما صنع عنترة يومئذ فقال حين رجع والله ما حمى الناس إلا ابن السوداء وكان قيس أكولا فبلغ عنترة ما قال فقال يعرض به قصيدته التي يقول فيها .
صوت .
( بَكَرَتْ تُخَوِّفُني الحُتوفَ كأنَّني ... أصبحتُ عن عَرَض الحُتوف بمَعْزِلِ ) .
( فأجبتُها أنّ المنيَّةَ مَنْهَلٌ ... لا بدّ أن أُسْقَى بكأس المنهلِ ) .
( فاقْنَيْ حياءكِ لا أبالكِ واعلمي ... أَنِّي امرؤ سأموت إن لم أُقْتَلِ ) .
( إنّ المنيَّة لو تُمَثَّلُ مُثِّلتْ ... مِثْلي إذا نزلوا بضَنْكِ المنزلِ ) .
( إني امرؤ من خير عَبْسٍ مَنْصِباً ... شَطْرِي وأحمي سائري بالمُنْصُلِ ) .
( وإذا الكتيبةُ أَحْجمتْ وتلاحظتْ ... أُلْفِيتُ خيراً من مُعَمٍّ مُخْوَِلِ ) .
( والخيلُ تعلم والفوارسُ أنَّني ... فرَّقتُ جَمْعَهمُ بضربةِ فيصلِ ) .
( إذ لا أبَادِر في المَضِيق فوارسي ... أوَ لا أُوَكَّلُ بالرَّعِيلِ الأوَّل ) .
( إن يُلْحَقُوا أكْرُرْ وإن يُسْتَلْحَمُوا ... أَشْدُدْ وإن يُلْفَوْا بضَنْكٍ أنزِلِ )