( إذا قلتُ مهلاً للفؤاد عن الَّتي ... دعتْك إليها العينُ أغضَى وأطْرَقا ) .
( دعانَا فلم نَسْتَبْقِ حُبّاً بما نَرَى ... فما منك هذا العذلُ إلا تَخرُّقا ) .
( فقد سنّ هذا الحبَّ مَنْ كان قبلَنا ... وقاد الصِّبَا المرءَ الكريمَ فأعنقَا ) .
فلما قرأت شعره رقت له وقالت كيف لي بإيلائي ألاَّ يدخل منزلي ولا أغنيه بشعره فقيل لها يدخل منزلك وتغنين وتكفرين عن يمينك فوجهت إليه أن صر إلينا والأحوص في تلك الليلة فجاءاها وعرفت الأحوص تكفير اليمين فقال لها وأنا والله شفيعه إليك ففرجي ما به من غم فقد فارق من يحب ويهوى فتؤنسينه وتسرينه وتغنينه بشعره فغنت .
( أَلاَ قاتَلَ اللَّهُ الهَوَى كيف أخلقَا ... فلم تُلْفِهِ إلاَّ مشوباً مُمَذَّقا ) .
إعجاب الأحوص بها ودعوتها له في مجلس خاص .
وحدثني بعض أهلنا قال قال يونس بن محمد .
كان الأحوص معجبا بجميلة ولم يكن يكاد يفارق منزلها إذا جلست فصار إليها يوما بغلام جميل الوجه يفتن من رآه فشغل أهل المجلس وذهبت اللحون عن الجواري وخلطن في غنائهن فأشارت جميلة إلى الأحوص أن أخرج الغلام فالخلل قد عم مجلسي وأفسد علي أمري فأبى الأحوص وتغافل وكان بالغلام معجبا فآثر لذته بالنظر إلى الغلام مع السماع ونظر الغلام إلى الوجوه الحسان من الجواري ونظرن إليه وكان مجلسا عاما فلما خافت عاقبة المجلس وظهور أمره أمرت بعض من حضر بإخراج الغلام فأخرج وغضب الأحوص وخرج مع الغلام ولم يقل شيئا فأحمد أهل المجلس ما كان من جميلة وقال لها بعضهم هذا كان الظن بك أكرمك الله فقالت إنه