قاهراً وبضيائكم مبصراً والويل لمن جهل قدركم ولم يعرف ما أوجبه الله على هذا الخلق لكم فصغيركم كبير بل لا صغير فيكم وكبيركم جليل بل الجلالة التي وهبها الله D للخلق هي لكم ومقصورة عليكم وبالكتاب نسألك وبحق الرسول ندعوك إن كنت نشيطا لمجلس هيأته لك لا يحسن إلا بك ولا يتم إلا معك ولا يصلح أن ينقل عن موضعه ولا يسلك به غير طريقه فلما قرأ عبد الله الكتاب قال إنا لنعرف تعظيمها لنا وإكرامها لصغيرنا وكبيرنا وقد علمت أنها قد آلت ألية ألا تغني أحدا إلا في منزلها وقال للرسول والله قد كنت على الركوب إلى موضع كذا وكان في عزمي المرور بها فأما إذا وافق ذلك مرادها فإني جاعل بعد رجوعي طريقي عليها فلما صار إلى بابها أدخل بعض من كان معه إليها وصرف بعضهم فنظر إلى ذلك الحسن البارع والهيئة الباذة فأعجبه ووقع في نفسه فقال يا جميلة لقد أوتيت خيرا كثيرا ما أحسن ما صنعت فقالت يا سيدي إن الجميل للجميل يصلح ولك هيأت هذا المجلس فجلس عبد الله بن جعفر وقامت على رأسه وقامت الجواري صفين فأقسم عليها فجلست غير بعيد ثم قالت يا سيدي ألا أغنيك قال بلى فغنت .
( بَنِي شَيْبةِ الحمدِ الَّذي كان وجهُه ... يُضيء ظلامَ اللَّيلِ كالقمر البَدْرِ ) .
( كُهُولُهُم خيرُ الكهولِ ونَسْلُهم ... كنسل الملوكِ لا يَبُورُ ولا يجري ) .
( أبو عُتْبةَ المُلْقي إليك جَمَالَه ... أغرُّ هِجانُ اللَّوْن من نَفَر زُهْرِ )