ثم دعت بثياب مصبغة ووفرة شعر مثل وفرة ابن سريج فوضعتها على رأسها ودعت للقوم بمثل ذلك فلبسوا ثم ضربت بالعود وتمشت وتمشى القوم خلفها وغنت وغنوا بغنائها بصوت واحد .
( يَمْشِينَ مَشْيَ قَطَا البِطاحِ تَأَوُّداً ... قُبَّ البطون رواجحَ الأكفال ) .
( فيهنّ آنسةُ الحديثِ حَيِيَّةٌ ... ليست بفاحشةٍ ولا مِتْفالِ ) .
( وتكون رِيقتُها إذا نَبَّهْتَها ... كالمسك فوق سُلاَفة الجِرْيالِ ) .
ثم نعرت ونعر القوم طربا ثم جلست وجلسوا وخلعوا ثيابهم ورجعوا إلى زيهم وأذنت لمن كان ببابها فدخلوا وانصرف المغنون وبقي عندها من يطارحها من الجواري .
وحدثتني عمتي قالت سمعت سياطا يحدث أباك يوما بأحاديث جميلة فقال بنفسي هي وأمي فما كان أحسن وجهها وخلقها وغناءها ما خلفت النساء مثلها شبيها فأعجبني ذلك ثم قال سياط جلست جميلة يوما للوفادة عليها وجعلت على رؤوس جواريها شعوراً مسدلة كالعناقيد إلى أعجازهن وألبستهن أنواع الثياب المصبغة ووضعت فوق الشعور التيجان وزينتهن بأنواع الحلي ووجهت إلى عبد الله بن جعفر تستزيره وقالت لكاتب أملت عليه بأبي أنت وأمي قدرك يجل عن رسالتي وكرمك يحتمل زلتي وذنبي لا تقال عثرته ولا تغفر حوبته فإن صفحت فالصفح لكم معشر أهل البيت يؤثر والخير والفضل كله فيكم مدخر ونحن العبيد وأنتم الموالي فطوبى لمن كان لكم مقاربا وإلى وجوهكم ناظرا وطوبى لمن كان لكم مجاوراً وبعزكم