( مُقامٌ لنا بعد العِشاء ومنزلٌ ... به لم يكدِّرْه علينا مُعَوِّق ) .
( فأحسنُ شيء كان أوَّلُ ليلنا ... وآخرهُ حزنٌ إذا نتفرَّق ) .
فقال الشيخ حسن والله أمثل هذا يترك فيم يتشاهد الرجال لا والله ولا كرامة لمن خالف الحق ثم قام وقام الناس معه وقال الحمد لله الذي لم يفرق جماعتنا على اليأس من الغناء ولا جحود فضيلته وسلام عليك ورحمة الله يا جميلة .
وصف مجلس آخر لها .
وقال أبو عبد الله جلست جميلة يوما ولبست برنسا طويلا وألبست من كان عندها برانس دون ذلك وكان في القوم ابن سريج وكان قبيح الصلع قد اتخذ وفرة شعر يضعها على رأسه وأحبت جميلة أن ترى صلعته فلما بلغ البرنس إلى ابن سريج قال دبرت علي ورب الكعبة وكشف صلعته ووضع القلنسية على رأسه وضحك القوم من قبح صلعته ثم قامت جميلة ورقصت وضربت بالعود وعلى رأسها البرنس الطويل وعلى عاتقها بردة يمانية وعلى القوم أمثالها وقام ابن سريج يرقص ومعبد والغريض وابن عائشة ومالك وفي يد كل واحد منهم عود يضرب به على ضرب جميلة ورقصها فغنت وغنى القوم على غنائها .
( ذهب الشبابُ وليتَه لم يَذْهبِ ... وعَلاَ المَفَارِقَ وَقْعُ شيبٍ مُغْرَب ) .
( والغانياتُ يُرِدْنَ غيرَك صاحباً ... ويَعِدْنَكَ الهِجْرانَ بعد تقرُّب ) .
( إنِّي أقولُ مقالةً بتجارِبٍ ... حقّاً ولم يُخْبِرْكَ مثلُ مجرِّب ) .
( صَافِ الكريمَ وكُنْ لعِرْضِكَ صائناٍ ... وعن اللَّئيم ومِثْلِه فتَنَكَّبِ )