والله قالت عمتي قال لها أبي لعمري إن ذلك على ما قالا .
ولابن سريج في هذا الشعر لحن عن جميلة وربما حكي بزيادة أو نقصان أو مثلاً بمثل .
شيخ يثنيها عن عزمها اعتزال الغناء .
أخبرني من يفهم الغناء قال .
بلغني أن جميلة قعدت يوما على كرسي لها وقالت لآذنتها لا تحجبي عنا أحداً اليوم واقعدي بالباب فكل من يمر بالباب فاعرضي عليه مجلسي ففعلت ذلك حتى غصت الدار بالناس فقالت جميلة اصعدوا إلى العلالي فصعدت جماعة حتى امتلأت السطوح فجاءتها بعض جواريها فقالت لها يا سيدتي إن تمادى أمرك على ما أرى لم يبق في دارك حائط إلا سقط فأظهري ما تريدين قالت اجلسي فلما تعالى النهار واشتد الحر استسقى الناس الماء فدعت لهم بالسويق فشرب من أراد فقالت أقسمت على كل رجل وامرأة دخل منزلي إلا شرب فلم يبق في سفل الدار ولا علوها أحد إلا شرب وقام على رؤوسهم الجواري بالمناديل والمراوح الكبار وأمرت جواريها فقمن على كراسي صغار فيما بين كل عشرة نفر جارية تروح ثم قالت لهم إني قد رأيت في منامي شيئا أفزعني وأرعبني ولست أعرف ما سبب ذلك وقد خفت أن يكون قرب أجلي وليس ينفعني إلا صالح عملي وقد رأيت أن أترك الغناء كراهة أن يلحقني منه شيء عند ربي فقال قوم منهم وفقك الله وثبت عزمك وقال آخرون بل لا حرج عليك في الغناء وقال شيخ منهم ذو سن وعلم وفقه وتجرية قد تكلمت الجماعة وكل حزب بما لديهم فرحون ولم أعترض عليهم في قولهم ولا شركتهم في رأيهم فاستمعوا الآن لقولي