بمحادثته قال ابن أبي عتيق ما يحسبن بنا إلا مساعدتك قال عمر لا أكون أخسكم افعلوا ما شئتم تجدوني سميعاً مطيعا فشرب القوم أجمعون فغنت صوتا بشعر لعمر .
( ولقد قالت لجاراتٍ لها ... كالمَهَا يلعبْنَ في حُجْرَتِها ) .
خُذْنَ عنِّي الظِّلَّ لا يتبعُني ... ومضتْ تَسْعَى إلى قُبَّتها ) .
( لم تُعَانِقْ رجلاً فيما مَضَى ... طَفْلةٌ غَيْداءُ في حُلَّتها ) .
( لم يَطِشْ قَطُّ لها سَهْمٌ ومَنْ ... تَرْمِه لا يَنْجُ من رَمْيتِها ) .
لم يذكر طريقة لحنها في هذا الصوت وذكر الهشامي أن فيه لابن المكي رملا بالبنصر وذكر علي بن يحيى أن فيه لابن سريج رملا بالوسطى فصاح عمر ويلاه ويلاه ثلاثا ثم عمد إلى جيب قميصه فشقه إلى أسفله فصار قباء ثم آب إليه عقله فندم واعتذر وقال لم أملك من نفسي شيئا قال القوم قد أصابنا كالذي أصابك وأغمي علينا غير أنا فارقناك في تخريق الثياب فدعت جميلة بثياب فخلعتها على عمر فقبلها ولبسها وانصرف القوم إلى منازلهم وكان عمر نازلا على ابن أبي عتيق فوجه عمر إلى جميلة بعشرة آلاف درهم وبعشرة أثواب كانت معه فقبلتها جميلة وانصرف عمر إلى مكة جذلان مسرورا .
رافقها الشعراء والمغنون والمغنيات في حجها إلى مكة .
قال إسحاق وحدثني أبي عن سياط وابن جامع عن يونس قالا حجت جميلة وأخبرني إسماعيل بن يونس قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثني أبي عن سياط وابن جامع عن يونس الكاتب