( يا من لقلبٍ متيَّمٍ سَدِمٍ ... عانٍ رهينٍ مكلَّمٍ كَمِدِ ) .
( أزجُرُه وهو غيرُ مُزْدَجِرٍ ... عنها وطَرْفي مكحَّلُ السَّهَدِ ) .
فلقد سمعت للبيت زلزلة وللدار همهمة فقال عمر لله درك يا جميلة ماذا أعطيت أنت أول الغناء وآخره ثم سكتت ساعة وأخذوا في الحديث ثم أخذت العود وغنت .
( شَطَّتْ سُعَادُ وأَمْسَى البَيْنُ قد أَفِدَا ... وأَوْرثوكَ سَقاماً يَصْدَع الكَبدا ) .
( لا أستيطع لها هَجْراً ولا تِرَةً ... ولا تَزال أحاديثي بها جُدُدا ) .
الغناء فيه لسياط خفيف رمل مطلق في مجرى الوسطى عن إسحاق ولم يذكر حبش لحن جميلة وذكر إبراهيم أن فيه لحنا لحكم الوادي وذكر الهشامي وابن خرداذبة أنه من الحان عمر بن عبد العزيز بن مروان في سعاد وأن طريقته من الثقيل الثاني بالوسطى وذكر إبراهيم أن لابن جامع فيه أيضا صنعة فاستخف القوم أجمعين وصفقوا بأيديهم وفحصوا بأرجلهم وحركوا رؤوسهم وقالوا نحن فداؤك من السوء ووقاؤك من المكروه ما أحسن ما غنيت وأجمل ما قلت وأحضر الغداء فتغدى القوم بأنواع من الأطعمة الحارة والباردة ومن الفاكهة الرطبة واليابسة ثم دعت بأنواع من الأشربة فقال عمر لا أشرب وقال ابن أبي عتيق مثل ذلك فقال الأحوص لكنني اشرب وما جزاء جميلة أن يمتنع من شرابها قال عمر ليس ذلك كما ظننته قالت جميلة من شاء أن يحملني بنفسه ويخلط روحي بروحه شكرناه ومن أبى ذلك عذرناه ولم يمنعه ذلك عندنا ما يريد من قضاء حوائجه والأنس