( ونَحْراً كفَاثُورِ اللُّجَيْنِ يَزِينه ... توقُّدُ ياقوتٍ وشَذْرٍ منَظِّما ) .
( كجَمْرِ الغَضَى هَبَّتْ به بعد هَجْعةٍ ... من الليل أَرْواحُ الصَّبَا فتنسَّما ) .
فقالت جميل ما قلت وحسن ما نظمت وإن صوتك يا مالك لمما يزيد العقل قوة والنفس طيبا والطبيعة سهولة وما أحسب أن مجلسنا هذا إلا سيكون علما وفي آخر الزمان متواصفا والخبر ليس كالمشاهدة والواصف ليس كالمعاين وخاصة في الغناء .
جميلة تغني ابن أبي عتيق وابن أبي ربيعة والأحوص .
وحدثني الحسن بن عتبة اللهبي قال حدثني من رأى ابن أبي عتيق وابن أبي ربيعة والأحوص بن محمد الأنصاري وقد أتوا منزل جميلة فاستأذنوا عليها فأذنت لهم فلما جلسوا سألت عمر وأحفت فقال لها إني قصدتك من مكة للسلام عليك فقالت له أهل الفضل أنت قال وقد أحببت أن تفرغي لنا نفسك اليوم وتخلي لنا مجلسك قالت أفعل قال لها الأحوص أحب ألا تغني إلا ما أسألك قالت ليس المجلس لك والقوم شركاؤك فيه قال أجل قال عمر إن ترد أن تفعل ذلك بك يكن قال الأحوص كلا قال عمر فإني أرى أن نجعل الخيار إليها قال ابن أبي عتيق وفقك الله فدعت بالعود وغنت .
( تَمْشِي الهُوَينْىَ إذا مشتْ فُضُلاً ... مَشْيَ النَّزِيفِ المخمور في الصُّعُدِ ) .
( تَظَلُّ من زَوْرِ بيت جارتها ... واضعةً كفَّها على الكَبدِ )