( أَلاَ مَنْ لقلبٍ لا يَمَلُّ فيَذْهَلُ ... أَفِقْ فالتعزِّي عن بُثينةَ أجملُ ) .
( فما هكذا أحببت مَنْ كان قبلها ... ولا هكذا فيما مضى كنت تفعلُ ) .
( فإنّ التي أَحْببتَ قد حيلَ دونها ... فكن حازماً والحازم المتحوِّلُ ) .
لحن جميلة هكذا ثقيل أول بالبنصر وفيه ألحان عدة مع أبيات أخر من القصيدة وهي لجميل فقالت جميلة أحسنت والله في غنائك وفي الأداء عني أما قوله شأتك فأراد بعدت عنك والشأو البعد يقال جرى الفرس شأوا أو شأوين أي طلقا أو طلقين والمهرق الصحيفة بما فيها من الكتابة والجمع مهارق قال ذو الرمة .
( كَمُسْتَعْبِرٍ في رَسْم دارٍ كأنَّها ... بوَعْساءَ تَنْضُوها الجماهيرُ مُهْرَقُ ) .
والعين أن تتعين الإداوة أو القربة التي تخرز ويسيل الماء عن عيون الخرز فشبه ما بقي من الدار بتعين القربة وطرائق خروقها التي ينزل منها الماء شيئا بعد شيء فأما الذلفاء الذي ذكرت فيها فهي التي فتن بها أهل المدينة وقال بعض من كانت عنده بعد ما طلقها .
( لا بارَك اللَّهُ في دار عدَدْتُ بها ... طلاقَ ذَلْفاءَ من دارٍ ومن بلدِ ) .
( فلا يقولَنْ ثلاثاً قائلٌ أبداً ... إني وجدتُ ثلاثاً أنكدَ العدد ) .
فكان إذا عد شيئا يقول واحد اثنان أربعة ولا يقول ثلاثة .
بثينة تبوح لجميلة عن حب جميل لها وعفته .
وقالت جميلة حدثتني بثينة وكانت صدوقة اللسان جميلة الوجه