السجن إلا أن تركب ابن الكميت فينجيك نحو بلد من البلاد فلم يزل حتى جعل للحداد على أن يرسله ليلةً إلى ابن عمه جعلا فشكا إليه وجده بها فأرسله فمضى يزيد نحو الإبل عشاء فاحتكم ابن الكميت حتى جلس عليه فوجهه قصد اليمامة يريد عقبة بن شريك وقال في طريقه .
( لَعَمْريَ إن ابن الكُمَيْتِ على الوَجَا ... وسَيْريَ خَمْساً بعد خَمْسٍ مُكَمَّلُ ) .
( لَطَلْقُ الهَوَادِي بالوَجِيفِ إذا وَنَى ... ذواتُ البَقَايا والعَتِيقُ الهَمَرْجَلُ ) .
فورد اليمامة فأناخ بابن الكميت على باب المهاجر فكان أول من خرج عليه عقبة بن شريك فلما نظر إليه عرفه وعرف الجمل فقال ويحك أيزيد أنت قال نعم وهذا ابن الكميت قال نعم قال ويحك فما شأنك قال يا عقبة فار منك إليك وأنشده قصيدته التي يقول فيها .
( يا عُقْب قد شُذِبَ اللِّحاءُ عن العصا ... عنِّي وكنتُ مُؤَزَّراً محمودا ) .
( صِلْ لي جَناحِي واتَّخِذْني عُدَّةً ... ترمي بي المُتَعَاشِيَ الصِّنْدِيدا ) .
فقال له عقبة وكانت من خير فعلة علمناه فعلها أشهدكم أني قد أبرأته من دين البربري وأن له ابن الكميت وأمره أن يحتكم فيما سوى ذلك من ماله .
وهذان البيتان من القصيدة التي أولها .
( أمسى الشبابُ مُوَدَّعاً محمودا ... ) .
وهي من جيد شعره يقول فيها