أصبحوا غدا نفر منهم إلى جرم فقالوا ما هذه البدعة التي قد جاورتمونا بها إن كانت هذه البدعة سجية لكم فليس لكم عندنا إرعاء ولا إسقاء فبرزوا عنا أنفسكم وأذنوا بحرب وإن كان افتتانا فغيروا على من فعله وإنهم لم يعدوا أن قالوا لجرم ذلك فقام رجال من جرم وقالوا ما هذا الذي نالكم قالوا رجل منكم أمس ظل يجر أذياله بين ابياتنا ما ندري علام كان أمره فقهقهت جرم من جفاء القشيرين وعجرفيتها وقالوا إنكم لتحسون من نسائكم ببلاء ألا فابعثوا إلى بيوتنا رجلا ورجلا فقالوا والله ما نحسّ من نسائنا ببلاء وما نعرف منهن إلا العفة والكرم ولكن فيكم الذي قلتم قالوا فإنا نبعث رجلا إلى بيوتكم يا بني قشير إذا غدت الرجال وأخلف النساء وتبعثون رجلا إلى البيوت ونتحالف أنه لا يتقدم رجل منا إلى زوجة ولا أخت ولا بنت ولا يعلمها بشيء مما دار بين القوم فيظل كلاهما في بيوت أصحابه حتى يردا علينا عشيا الماء وتخلى لهما البيوت ولا تبرز عليهما امرأة ولا تصادق منهما واحدا فيقبل منهما صرف ولا عدل إلا بموثق يأخذه عليها وعلامة تكون معه منها قالوا اللهم نعم فظلوا يومهم ذلك وباتوا ليلتهم حتى إذا كان من الغد غدوا إلى الماء وتحالفوا أنه لا يعود إلى البيوت منهم أحد دون الليل وغدا مياد الجرمي إلى القشيريات وغدا يزيد بن الطثرية القشيري إلى الجرميات فظل عندهن بأكرم مظل لا يصير إلى واحدة منهن إلا افتتنت به وتابعته إلى المودة والإخاء وقبض منها رهنا وسألته ألا يدخل من بيوت جرم إلا بيتها فيقول لها واي شيء تخافين وقد أخذت مني المواثيق والعهود وليس لأحد في قلبي نصيب غيرك حتى صليت العصر فانصرف يزيد بفتخ كثير وذبل