صلح بعد تهاجر .
أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال أخبرنا إسحاق بن محمد بن أبان قال حدثني الرحال بن سعد المازني قال .
وقع بين جميل وبثينة هجر في غيرة كان غارها عليها من فتى كان يتحدث إليها من بني عمها فكان جميل يتحدث إلى غيرها فيشق ذلك على بثينة وعلى جميل وجعل كل واحد منهما يكره أن يبدي لصاحبه شأنه فدخل جميل يوما وقد غلبه الأمر إلى البيت الذي كان يجتمع فيه مع بثينة فلما رأته بثينة جاءت إلى البيت ولم تبرز له فجزع لذلك جميل وجعل كل واحد منهما يطالع صاحبه وقد بلغ الأمر من جميل كل مبلغ فأنشأ يقول .
( لقد خِفْتُ أن يغتالني الموتُ عُنْوةً ... وفي النفسِ حاجاتٌ إليكِ كما هِيَا ) .
( وإني لتَثْنِينِي الحَفِيظةُ كلَّما ... لَقِيتُكِ يوماً أن أَبُثَّكِ ما بِيا ) .
( ألم تعلمي يا عذبةَ الرِّيقِ أنَّني ... أَظَلّ إذا لم أُسْقَ رِيقَكِ صَادِيا ) .
قال فرقت له بثينة وقالت لمولاة لها كانت معها ما أحسن الصدق بأهله ثم اصطلحا فقالت له بثينة أنشدني قولك .
( تَظَلُّ وراء السِّتْرِ تَرْنُو بلَحْظِها ... إذا مرَّ من أترابها مَنْ يَرُوقُها ) .
فأنشدها إياها فبكت وقالت كلا يا جميل ومن ترى أنه يروقني غيرك .
كيف نعي جميل إلى بثينة .
أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري وحبيب بن نصر المهلبي قالا حدثنا عمر بن شبة قال ذكر أيوب بن عباية قال