فشل محاولته في لقاء بثينة .
أخبرني محمد بن مزيد قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه عن السعيدي قال حدثني رجل كان يصحب جميلا من أهل تيماء قال .
كنت يوما جالسا مع جميل وهو يحدثني وأحدثه إذ ثار وتربد وجهه فأنكرته ورأيت منه غير ما كنت أرى ووثب نافرا مقشعر الشعر متغير اللون حتى أتي بناقة له قريبة من الأرض مجتمعة موثقة الخلق فشد عليها رحله ثم أتي بمحلب فيه لبن فشربه ثم ثنى فشربت حتى رويت ثم قال لي اشدد أداة رحلك واشرب واسق جملك فإني ذاهب بك إلى بعض مذاهبي ففعلت فجال في ظهر ناقته وركبت ناقتي فسرنا بياض يومنا وسواد ليلتنا ثم أصبحنا فسرنا يومنا كله لا والله ما نزلنا إلا للصلاة فلما كان اليوم الثالث دفعنا إلى نسوة فمال إليهن ووجدنا الرجال خلوفاً وإذا قدر لبن ثم وقد جهدت جوعا وعطشا فلما رأيت القدر اقتحمت عن بعيري وتركته جانبا ثم أدخلت رأسي في القدر ما يثنيني حرها حتى رويت فذهبت أخرج رأسي من القدر فضاقت علي وإذا هي على رأسي قلنسية فضحكن مني وغسلن ما أصابني وأتي جميل بقرى فوالله ما التفت إليه فبينا هو يحدثهن إذا رواعي الإبل وقد كان السلطان أحل لهم دمه إن وجدوه في بلادهم وجاء الناس فقالوا له ويحك انج وتقدم فوالله ما أكبرهم كل الإكبار وغشيه الرجال فجعلوا يرمونه ويطردونه فإذا قربوا منه قاتلهم ورمى فيهم وهام بي جملي فقال لي يسر لنفسك مركبا خلفي فأردفني خلفه ولا والله ما انكسر ولا انحل عن