( إلى فَخِذَيْها العَبْلَتَيْنِ وكانتا ... بعَهْدِيَ لَفَّاوَينِ أُرْدِفتَا ثقْلاَ ) .
فغضب جميل حينئذ فواعده للمراجزة قال الزبير فحدثني بعض آل العباس بن سهل بن سعد عن عباس قال .
( قدمت من عند عبد الملك بن مروان وقد أجازني وكساني بردا كان ذلك البرد أفضل جائزتي فنزلت وادي القرى فوافقت الجمعة بها فاستخرجت بردي الذي من عند عبد الملك وقلت أصلي مع الناس فلقيني جميل وكان صديقا لي فسلم بعضنا على بعض وتساءلنا ثم افترقنا فلما أمسيت إذا هو قد أتاني في رحلي فقال البرد الذي رأيته عليك تعيرنيه حتى أتجمل به فإن بيني وبين جواس مراجزة وتحضر فتسمع قال قلت لا بل هو لك كسوة فكسوته إياه وقلت لأصحابي ما من شيء أحب إلي من أن أسمع مراجزتهما فلما أصبحنا جعل الأعاريب يأتون أرسالا حتى اجتمع منهم بشر كثير وحضرت وأصحابي فإذا بجميل قد جاء وعليه حلتان ما رأيت مثلهما على أحد قط وإذا بردي الذي كسوته إياه قد جعله جلاّ لجمله فتراجزا فرجز جميل وكانت بثينة تكنى أم عبد الملك فقال .
( يا أُمّ عبد الملك اصْرِمِينِي ... فبَيِّنِي صرميِ أو صِلِينِي ) .
( أَبْكِي وما يُدْرِيكِ ما يُبْكِينِي ... أبكِي حِذَارَ أنْ تُفَارقيني ) .
( وتجعلي أبعَدَ منِّي دُوني ... إنَّ بني عَمِّكِ أَوْعدونِي ) .
( أن يقطعوا رأسِي إذا لَقُونِي ... ويقتلوني ثم لا يَدُونِي ) .
( كلاَّ وربِّ البيتِ لو لَقُونِي ... شَفْعاً ووَتْراً لتَوَاكلُونِي )