بخداعها وتريك الصفاء والمودة وهي مضمرة لبعلها ما تضمره الحرة لمن ملكها فيكون قولها لك تعليلا وغرورا فإذا انصرفت عنها عادت إلى بعلها على حالتها المبذولة إن هذا لذل وضيم ما أعرف أخيب سهما ولا أضيع عمرا منك فأنشدك الله إلا كففت وتأملت أمرك فإنك تعلم أن ما قلته حق ولو كان إليها سبيل لبذلت ما أملكه فيها ولكن هذا أمر قد فات واستبد به من قدر له وفي النساء عوض فقال له جميل الرأي ما رأيت والقول كما قلت فهل رأيت قبلي أحداً قدر أن يدفع عن قلبه هواه أو ملك أن يسلي نفسه أو استطاع أن يدفع ما قضي عليه والله لو قدرت أن أمحو ذكرها من قلبي أو أزيل شخصها عن عيني لفعلت ولكن لا سبيل إلى ذلك وإنما هو بلاء بليت به لحين قد أتيح لي وأنا أمتنع من طروق هذا الحي والإلمام بهم ولو مت كمدا وهذا جهدي ومبلغ ما أقدر عليه وقام وهو يبكي فبكى ابوه ومن حضر جزعاً لما رأوا منه فذلك حين يقول جميل .
صوت .
( أَلاَ مَنْ لقَلْبٍ لا يَمَلُّ فَيَذْهَلُ ... أفِقْ فالتَّعَزِّي عن بُثَينَةَ أجمَلُ ) .
( سَلاَ كلُّ ذي ودٍّ علمتُ مكانَه ... وأنتَ بها حتى المماتِ مُوَكَّلُ ) .
( فما هكذا أحببتَ مَنْ كان قبلها ... ولا هكذا فيما مضَى كنتَ تفعلُ ) .
الغناء لمالك ثقيل أول بالسبابة في مجرى البنصر عن إسحاق .
( فيا قلبُ دَعْ ذِكْرَى بُثَيْنَةَ إنَّها ... وإن كنتَ تَهْواها تَضِنّ وتبخلُ ) .
( وقد أيأستْ من نَيْلِها وتجهَّمتْ ... ولَلْيأسُ إن لم يُقْدَرِ النَّيْلُ أمثَلُ ) .
( وإلاَّ فسَلْها نائلاً قبلَ بَيْنِها ... وأبْخِلْ بها مسؤولةً حين تُسْأَلُ ) .
( وكيف تُرَجِّي وصلَها بعد بُعْدِها ... وقد جُذَّ حبلُ الوصلِ ممن تؤمِّلُ ) .
( إنّ التي أحببتَ قد حِيل دونها ... فكُنْ حازماً والحازِمُ المُتَحَوِّلُ )