لامه أهله على حبه بثينة .
وقال الهيثم وأصحابه في أخبارهم .
تشكى زوج بثينة إلى أبيها وأخيها إلمام جميل بها فوجهوا إلى جميل وأعذروا إليه وشكوه إلى عشيرته وأعذروا إليهم فيه وتوعدوه وأتاهم فلامه أهله وعنفوه وقالوا إنا نستحلف إليهم ونتبرأ منك ومن جريرتك فأقام مدة لا يلم بها ثم لقي ابني عمه روقا ومسعودا فشكا إليهما ما به وأنشدهما قوله .
( وإنِّي على الشيء الذي يُلْتَوَى به ... وإنْ زَجَرَتْنِي زَجْرةً لوَريعُ ) .
( فَقَدْتُكِ من نَفْسٍ شَعَاعٍ فإنني ... نهيتُكِ عن هذا وأنتِ جميعُ ) .
( فقَرَّبْتِ لي غيرَ القريب وأشرفتْ ... هناك ثَنَايَا ما لهنَّ طُلُوعُ ) .
( يقولون صَبٌّ بالغَواني مُوَكَّلٌ ... وهل ذاك من فعل الرجال بديعُ ) .
( وقالوا رَعَيْتَ اللَّهْوَ والمالُ ضائعٌ ... فكالنَّاسِ فيهم صالحٌ ومُضِيعُ ) .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثني مصعب بن عبد الله قال .
كانت تحت محمد بن عبد الله بن حسن امرأة من ولد الزبير يقال لها فليحة وكانت لها صبية يقال لها رخية قد ربتها لغير رشدة وكانت من أجمل النساء وجها فرأت محمدا وقد نظر إليها ذات يوم نظرا شديدا ثم تمثل قول جميل .
( بُثَيْنَةُ من صِنْفٍ يُقَلِّبْنَ أيديَ الرُّماة ... وما يحْمِلْنَ قوساً ولا نَبْلا ) .
( ولكنَّما يَظْفَرْنَ بالصيد كلَّما ... جَلَوْنَ الثَّنايا الغُرَّ والأعيُنَ النُّجْلاَ ) .
( يُخالسْنَ ميعاداً يُرَعْنَ لقولها ... إذا نطقتْ كانت مقالتُها فَصْلاَ )