الباب أخذ برجله فثناها ثم حجل حتى بلغ الفراش وهو يقول جميل والله أشعر العرب حيث يقول .
( وخَبَّرْتُمانِي أنّ تَيْماءَ منزلٌ ... ) .
ثم ذكر باقي الخبر الذي رواه محمد بن مزيد .
أخبرني الحرمي قال حدثني الزبير قال حدثني عمر بن إبراهيم السعدي .
أن رهط بثينة قالوا إنما يتبع جميل أمة لنا فواعد جميل بثينة حين لقيها ببرقاء ذي ضال فتحادثا ليلا طويلا حتى أسحرا ثم قال لها هل لك أن ترقدي قالت ما شئت وأنا خائفة أن نكون قد أصبحنا فوسدها جانبه ثم اضطجعا ونامت فانسل واستوى على راحلته فذهبت وأصبحت في مضجعها فلم يرع الحي إلا بها راقدة عند مناخ راحلة جميل فقال جميل في ذلك .
( فَمَنْ يَكُ في حُبِّي بُثَيْنةَ يَمْتَرِي ... فبَرْقاءُ ذي ضالٍ عليَّ شهيدُ ) .
أخبرني عمي قال حدثنا عبد الله بن شبيب عن الحزامي عن فليح بن إسماعيل بمثل هذه القصة وزاد فيها فلما انتبهت بثينة علمت ما اراده جميل بها فهجرته وآلت ألا تظهر له فقال .
( أَلاَ هل إلى إلمامةٍ أن أُلِمَّها ... بُثَيْنةُ يوماً في الحياةِ سبيلُ ) .
( فإن هي قالتْ لا سبيلَ فقُلْ لها ... عَنَاءٌ على العُذْرِيّ منكِ طويلُ ) .
( على حين يسلو الناسُ عن طَلَب الصِّبَا ... وينسَى اتِّباعَ الوصلِ منه خليلُ )