وبين قومه حرب في دمه وكان قومه أعز من قومها فأعادوا شكواه إلى السلطان فطلبه طلبا شديدا فهرب إلى اليمن فأقام بها مدة وأنشدني له في ذلك .
( أَلَمَّ خَيالٌ من بُثَينةَ طارقُ ... على النَّأيِ مُشْتاقٌ إليَّ وشائقُ ) .
( سَرَتْ من تِلاَعِ الحِجْرِ حتى تخلَّصتْ ... إليّ ودُوني الأَْشْعَرُون وغافِقُ ) .
( كأنَّ فَتِيتَ المسك خالط نَشْرَها ... تُغَلَّ به أَرْدانُها والمَرافِقُ ) .
( تقوم إذا قامت به عن فِراشها ... ويَغْدُو به من حِضْنِها من تُعَانِقُ ) .
قال أبو عمرو وحدثني هذا العذري .
أن جميلا لم يزل باليمن حتى عزل ذلك الوالي عنهم وانتجعوا ناحية الشام فرحل إليهم قال فلقيته فسألته عما أحدث بعدي فأنشدني .
( سقَى منزليْنا يا بُثَين بحاجرٍ ... على الهَجْرِ منَّا صَيِّفٌ ورَبِيعُ ) .
( ودُورَكِ يا لَيْلَى وإن كُنّ بَعْدنا ... بَلِينَ بلًى لم تَبْلَهُنَّ رُبوعُ ) وخَيْماتِك اللاَّتِي بمُنْعَرَجِ اللَّوَى ... لقُمْرِيِّها بالمَشْرِقَيْن سجيعُ ) .
( تُزَعْزِعُ منها الريحُ كلَّ عشيَّةٍ ... هَزِيمٌ بسُلاَّفِ الرياح رَجِيعُ ) .
( وإنِّيَ أن يَعْلَى بكِ اللَّوْمُ أو تُرَيْ ... بدارِ أَذىً من شامتٍ لَجَزُوعُ ) .
( وإنِّي على الشيء الذي يُلْتَوَى به ... وإن زَجَرَتْنِي زَجْرَةً لَورِيعُ )