فقال لها ما الذي رأى فيك جميل قالت الذي رأى فيك الناس حين استخلفوك فضحك عبد الملك حتى بدت له سن سوداء كان يسترها .
أخبرني الحرمي قال حدثنا الزبير قال حدثني عمر بن إبراهيم العويثي .
أن جمل جميل الذي كان يزور عليه بثينة يقال له جديل وفيه يقول .
( أَنَخْتُ جَدِيلاً عند بَثْنةَ ليلةً ... ويوماً أطال اللهُ رَغْمَ جَدِيلِ ) .
( أليس مُنَاخُ النَّضْوِ يوماً وليلةً ... لبَثْنةَ فيما بيننا بقليلِ ) .
أخبرني هاشم بن محمد الخزاعي قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثني أبو غسان محمد بن يحيى المكي .
أن جميلا لما اشتهرت بثينة بحبه إياها اعترضه عبيد الله بن قطبة أحد بني الأحب وهو من رهطها الأدنين فهجاه وبلغ ذلك جميلا فأجابه وتطاولا فغلبه جميل وكف عنه ابن قطبة واعترضه عمير بن رمل رجل من بني الأحب فهجاه وإياه عنى جميل بقوله .
( إذا الناسُ هابُوا خِزْيَةً ذهبتْ بها ... أَحَبُّ المَخَازِي كَهْلُها ووَلِيدُها ) .
( لَعَمْرُ عَجُوزٍ طَرَّقتْ بكَ إنني ... عُمَير بنَ رَمْلٍ لابنُ حَرْبٍ أَقُودُها ) .
( بنَفْسِي فلا تَقْطَعْ فؤادَك ضَلَّةً ... كذلك حَزْنِي وَعْثُها وصعُودُها ) .
قال فاستعدوا عليه عامر بن ربعي بن دجاجة وكانت إليه بلاد عذرة وقالوا يهجونا ويغشى بيوتنا وينسب بنسائنا فأباحهم دمه وطلب فهرب منه وغضبت بثينة لهجائه أهلها جميعا فقال جميل