فقال عبد الملك هل ترويها مائة لقحة فقال إن لم يروها ذلك فلا أرواها الله فهل إليها جعلني الله فداك يا أمير المؤمنين من سبيل فأمر له بمائة لقحة وثمانية من الرعاء وكانت بين يديه جامات من ذهب فقال له جرير يا أمير المؤمنين تأمر لي بواحدة منهن تكون محلبا فضحك وندس إليه واحدة منهن بالقضيب وقال خذها لا نفعتك فأخذها وقال بلى والله يا أمير المؤمنين لينفعني كل ما منحتنيه وخرج من عنده قال وقد ذكر ذلك جرير في شعره فقال يمدح يزيد بن عبد الملك .
( أعطَوْا هُنَيْدةَ يَحْدُوها ثمانيةٌ ... ما في عطائهمُ مَنٌّ ولا سَرَفُ ) .
هجا سراقة لأنه أعان الفرزدق عليه .
أخبرني هاشم بن محمد الخزاعي قال حدثنا دماذ أبو غسان عن أبي عبيدة قال .
بذل محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة أربعة آلاف درهم وفرسا لمن فضل من الشعراء الفرزدق على جرير فلم يقدم عليه أحد منهم إلا سراقة البارقي فإنه قال يفضل الفرزدق .
( أَبْلِغ تَمِيماً غثَّها وسَمِينَها ... والحكم يَقْصِد مرَّةً ويَجُورُ ) .
( أنّ الفرزدقَ بَرَّزَتْ أعراقُه ... سَبْقاً وخُلِّف في الغُبار جَريرُ ) .
( ذهب الفرزدقُ بالفضائل والعُلاَ ... وابن المَرَاغةِ مُخْلَفٌ محسورُ ) .
( هذا قضاءُ البارِقيّ وإنني ... بالمَيْل في ميزانهم لبَصِيرُ ) .
قال أبو عبيدة فحدثني أيوب بن كسيب قال حدثني أبي قال كنت مع