محمد على عبد الملك فأخبره بقول جرير واستأذنه له وسأله أن يسمع منه وقبل يده ورجله فأذن له فدخل فاستأذن في الإنشاد فأمسك عبد الملك فقال له محمد أنشد ويحك فأنشده قصيدته التي يقول فيها .
( ألستُم خيرَ من ركب المطايا ... وأَنْدَى العالَمين بطون راحِ ) .
فتبسم عبد الملك وقال كذلك نحن وما زلنا كذلك ثم اعتمد على ابن الزبير فقال .
( دعوتَ المُلْحِدِينَ أبا خُبَيْب ... جِماحاً هل شُفِيتَ من الجِماحِ ) .
( وقد وجدوا الخليفةَ هِبْرِزِيّاً ... أَلَفَّ العِيصِ ليس من النَّواحي ) .
( وما شجراتُ عِيصكَ في قريش ... بعَشَّاتِ الفُروع ولا ضَواحي ) .
قال ثم أنشده إياها حتى أتى على ذكر زوجته فيها فقال .
( تَعَزَّتْ أمُّّ حَزْرة ثم قالت ... رأيتُ المُوِرِدِين ذوي لِقَاحِ ) .
( تُعَلِّل وهي ساغبةٌ بَنِيها ... بأنفاسٍ من الشَّبِم القَرَاحِ )