( يعني هشاما المرئي ) بمقبرة بني حصن قال وكان السبب في الهجاء بين ذي الرمة وهشام أن ذا الرمة نزل بقرية لبني امرىء القيس يقال لها مرأة فلم يقروه ولم يعلفوا له فارتحل وهو يقول .
( نزلنا وقد طال النهارُ وأَوْقدتْ ... علينا حًصَى المِعْزَاءِ شمسٌ تَنَالُها ) .
( أَنَخْنَا فظلَّلْنَا بأَبْرادِ يُمْنَةٍ ... رِقاقٍ وأسيافٍ قديمٍ صِقالُها ) .
( فلمَّا رآنا أهلُ مَرْأةَ أَغْلَقُوا ... مَخَادِع لم تُرْفَع لخيرٍ ظِلاَلُها ) .
( وقد سُمِّيتْ باسم امرىء القَيْس قَرْيةٌ ... كِرَامٌ َصوَادِيها لئامٌ رجالُها ) .
( يظَلُّ الكِرامُ المُرْمِلُونَ بجَوّها ... سواءٌ عليهم حَمْلُها وحِيَالُها ) .
( ولو وُضِعَتْ أكوارها عند بَيْهَسٍ ... على ذاتِ غِسْلٍ لم تُشَمِّسْ رِحَالُها ) .
فقال جرير لهشام وكان يتهم ذا الرمة بهجائه التيم وهم إخوة عدي عليك العبد يعني ذا لرمة قال فما أصنع يا أبا حزرة وهو يقول القصيد وأنا أقول الرجز والرجز لا يقوم للقصيد فلو رفدتني قال قل له .
( عجِبتَ لِرَحْلٍ من عَدِيٍّ مُشَمَّسٍ ... وفي أيّ يومٍ لم تُشَمًّسْ رحالُها ) .
( وفِيمَ عَدِيٌّ عند تَيْم من العُلاَ ... وأيَّامِنا اللاَّتي يٌعَدّ فَعالُها ) .
( مَدَدْتَ بكفٍّ من عديٍّ قصيرةٍ ... لِتُدْرِكَ من زيد يداً لا تنالُها )