قال فوجمت فلما رأت ذلك في وجهي قالت لا عليك فإن الناس يقال فيهم ويقولون ثم قالت اين تؤم قلت اليمامة فتنفست الصعداء ثم قالت ها هي تلك أمامك ثم أنشأت تقول .
( تُذكِّرُني بلاداً خيرُ أهلِي ... بها أهلُ المروءة والكَرامه ) .
( أَلا فَسَقَى الإلهُ أَجَشَّ صَوْباً ... يَسُحُّ بدرِّه بلدَ اليمامه ) .
( وحَيّا بالسلام أبا نُجَيدٍ ... فأهلٌ للتحيَّة والسلامهْ ) .
( قال فأنست بها وقلت لها أذات خدن أم ذات بعل فأنشأت تقول .
( إذا رَقد النِّيَامُ فإن عمراً ... تؤرِّقه الهمومُ إلى الصباحِ ) .
( تُقطِّع قلبَه الذِّكْرى وقلبي ... فلا هو بالخَليّ ولا بِصَاحِ ) .
( سقَى اللَّهُ اليمامة دار قوم ... بها عمرو يَحِنُّ إلى الرَّواحِ ) .
فقلت لها من عمرو هذا فأنشأت تقول .
( سألتَ ولو علمتَ كَفَفْتَ عنه ... ومن لكَ بالجوابِ سِوَى الخبير ) .
( فإن تَكُ ذا قَبولٍ إن عَمْراً ... هو القَمَرُ المُضيءُ المستنيرُ ) .
( وما لي بالتبعُّلِ مُسْتَراحٌ ... ولو ردَّ التبعُّلُ لي أَسِيري ) .
قال ثم سكتت سكتة كأنها تتسمع إلى كلام ثم تهافتت وأنشأت تقول .
( يخيَّل لي هَيَا عمرُو بنَ كَعْبٍ ... كأنك قد حُمِلْتَ على سريرِ ) .
( يَسير بك الهُوَيْنَى القومُ لما ... رَماك الحبُّ بالعَلق العَسِيرِ )