في شيء فأذن لهم فقالوا إنا اختلفنا في جرير والفرزدق فكل فريق منا يزعم أن أحدهما أشعر من الآخر وقد رضينا بحكم الأمير فقال كأنكم أردتم أن تعرضوني لهذين الكلبين فيمزقا جلدتي لا أحكم بينهما ولكني ادلكم على من يهون عليه سبال جرير وسبال الفرزدق عليكم بالأزارقة فإنهم قوم عرب يبصرون بالشعر ويقولون فيه بالحق فلما كان الغد خرج عبيدة بن هلال اليشكري ودعا إلى المبارزة فخرج إليه رجل من عسكر المهلب كان لقطري صديقا فقال له يا عبيدة سألتك الله إلا أخبرتني عن شيء أسألك عنه قال سل قال أوتخبرني قال نعم إن كنت أعلمه قال أجرير أشعر أم الفرزدق قال قبحك الله أتركت القرآن والفقه وسألتني عن الشعر قال إنا تشاجرنا في ذلك ورضينا بك فقال من الذي يقول .
( وَطوَى الطِّرَادُ مع القِيَادِ بطونَها ... طَيَّ التِّجَارِ بحَضْرَمَوْتَ بُرُودَا ) .
فقال جرير قال هذا أشعر الرجلين ( .
لم ينسب ولم يرجز .
) .
أخبرني هاشم بن محمد قال حدثنا الرياشي عن العتيبي قال .
قال جرير ما عشقت قط ولو عشقت لنسبت نسيبا تسمعه العجوز فتبكي على ما فاتها من شبابها وإني لأرى من الرجز أمثال آثار الخيل في الثرى ولولا أني أخاف أن يستفزعني لأكثرت منه .
أخبرني حبيب بن نصر المهلبي وعمي قالا حدثنا ابن الأعرابي