( ألستم خيرَ مَنْ ركِبَ المَطايا ... وأَنْدَى العالمين بطونَ راحِ ) .
قال وكان جرير في القوم فرفع رأسه وتطاول لها ثم قال فأي بيت قالته العرب أفخر قال قول جرير .
( إذا غضبتْ عليك بنو تَميم ... حسبتَ الناسَ كلَّهمُ غِضَابَا ) .
قال فتحرك لها جرير ثم قال له فأي بيت أهجى قال قول جرير .
( فغُضَّ الطَّرْفَ إنك من نُمَيرٍ ... فلا كَعْباً بلغتَ ولا كِلاَبا ) .
قال فاستشرف لها جرير قال فأي بيت أغزل قال قول جرير .
( إن العيون التي في طَرْفِها مَرَضٌ ... قَتَلْنَنا ثم لم يُحيِين قَتْلانا ) قال فاهتز جرير وطرب ثم قال له فأي بيت قالته العرب أحسن تشبيها قال قول جرير .
( سَرَى نحوَهم ليلٌ كأنّ نجومَه ... قَنَادِيلُ فيهنّ الذُّبَال المفتَّلُ ) .
فقال جرير جائزتي للعذري يا أمير المؤمنين فقال له عبد الملك وله مثلها من بيت المال ولك جائزتك يا جرير لا تنتقص منها شيئا وكانت جائزة جرير أربعة آلاف درهم وتوابعها من الحملان والكسوة فخرج العذري وفي يده اليمنى ثمانية آلاف درهم وفي اليسرى رزمة ثياب .
أخبرنا هاشم بن محمد الخزاعي قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا المدائني عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن عياش الهمداني قال .
بينا المهلب ذات يوم ( أو ليلة ) بفارس وهو يقاتل الأزارقة إذ سمع في عسكره جلبة وصياحا فقال ما هذا قالوا جماعة من العرب تحاكموا إليك