فكانت تثبت رجليها في أصلها وترفع يديها وتعطو بفيها فلا تترك فيها إلا النبيذ والمتفرق فأعظمني ذلك ووقع مني كل موقع فانطلقت بقوسي وأسهمي وأنا أظن أني أرجع من ساعتي فمكثت يوما وليلة لا اراها حتى إذا كان السحر أقبلت فتهيأت لها فرشقتها فأصبتها وأجهزت عليها ثم عمدت إلى سرتها فاقتددتها ثم عمدت إلى حطب جزل فجمعته إلى رضف وعمدت إلى زندي فقدحت وأضرمت النار في ذلك الحطب وألقيت سرتها فيه وأدركني نوم الشباب فلم يوقظني إلا حر الشمس في ظهري فانطلقت إليها فكشفتها وألقيت ما عليها من قذى وسواد ورماد ثم قلبت منها مثل الملاءة البيضاء فألقيت عليها من رطب تلك النخلة المجزعة والمنصفة فسمعت لها أطيطا كتداعي عامر وغطفان ثم أقبلت أتناول الشحمة واللحمة فأضعها بين التمرتين وأهوي إلى فمي فبما أحلف إني ما أكلت طعاما مثله قط فقال له عبد الملك لقد أكلت طعاما طيبا فمن أنت قال أنا رجل جانبتني عنعنة تميم وأسد وكشكشة ربيعة وحوشي أهل اليمن وإن كنت منهم فقال من ايهم أنت قال من أخوالك من عذرة قال أولئك فصحاء الناس فهل لك علم بالشعر قال سلني عما بدا لك يا أمير المؤمنين قال أي بيت قالته العرب أمدح قال قول جرير