فانصرف الفرزدق وهو يقول اللهم أخزه والله لقد علمت حين بدأ بالبيت أنه لا يقول غير هذا ولكن طمعت ألا يأبه فغطيت وجهي فما أغناني ذلك شيئا قال العنزي حدثني مسعود بن بشر عن أبي عبيدة قال قال يونس ما أرى جريرا قال هذا المصراع إلا حين غطى الفرزدق عنفقته فإنه نبهه عليه بتغطيته إياها .
الفرزدق يعترف بمجاراة جرير له .
أخبرني حبيب بن نصر المهلبي قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا المدائني عن أبي بكر الهذلي قال .
قال رجل من بني دارم للفرزدق وهو بالبصرة يا ابا فراس هل تعلم اليوم أحدا يرمي معك فقال لا والله ما أعرف نابحا إلا وقد استكان ولا ناهشا إلا وقد انجحر إلا القائل .
( فإنْ لم أَجِدْ في القُرْبِ والبعدِ حاجتي ... تَشَأَّمتُ أو حوَّلتُ وجهي يمانيَا ) .
( فرُدِّي جِمَالَ الحيِّ ثم تَحَمَّلي ... فما لكِ فيهم من مُقَامٍ ولا لِيَا ) .
( فإنِّي لمغرورٌ أُعلَّل بالمُنَى ... لياليَ أرجو أنّ ما لَكَ ما ليا ) .
( وقائلةٍ والدمعُ يَحْدِر كُحْلَها ... ابعدَ جرير تُكرِمون المَوَاليِا ) .
( بأيِّ نِجَادٍ تحمِل السيفَ بعدما ... قطعتَ القُوَى من مِحْمَلٍ كان باقيا ) .
( بأيِّ سنانٍ تطعُنُ القَرْمَ بعدما ... نزَعْتَ سِناناً من قَنَاتِك ماضيا ) .
( لساني وسيفي صارمانِ كلاهما ... ولَلسَّيْفُ أَشْوَى وَقْعةً من لسانيا )