إني لم أجد حسبا أضعه ولا بناء أهدمه .
قال ابن سلام أخبرني أبو قيس عن عكرمة بن جرير قال قلت لأبي يا أبت من أشعر الناس فقال ألجاهلية تريد أم الإسلام قلت أخبرني عن الجاهلية قال شاعر الجاهلية زهير قلت فالإسلام قال نبعة الشعر الفرزدق قلت فالأخطل قال يجيد صفة الملوك ويصيب نعت الخمر قلت فما تركت لنفسك قال دعني فإني نحرت الشعر نحرا ( .
الفرزدق توقع سلفا ما هجاه به جرير .
) .
أخبرني هاشم بن محمد قال حدثني الحسن بن عليل قال حدثني محمد بن عبد الله العبدي عن عمارة بن عقيل عن جده قال .
وقف الفرزدق على أبي بمربد البصرة وهو ينشد قصيدته التي هجا بها الراعي فلما بلغ إلى قوله .
( فغُضَّ الطَّرْف إنك من نُمَيرٍ ... فلا كَعْباً بلغت ولا كِلابا ) .
أقبل الفرزدق على روايته فقال غضه والله فلا يجيبه أبدا ولا يفلح بعدها فلما بلغ إلى قوله .
( بها بَرَصٌ بجانبِ إسْكَتَيْها ... ) .
وضع الفرزدق يده على فيه وغطى عنفقته فقال أبي .
( كَعَنْفَقَةِ الفرزدقِ حين شابَا ... )