فقال أنا والله أنفعهم لك فانتبه جرير فقال كيف قال إني لأملح شعرك واندفع يغنيه قوله .
صوت .
( يا أختَ ناجِيةَ السلامُ عليكُم ... قبلَ الفراق وقبل لَوْم العُذَّلِ ) .
( لو كنتُ أعلم أن آخرَ عهدكم ... يوم الفراق فعلتُ ما لم أفعلِ ) .
قال فأدناه جرير منه حتى ألصق ركبته بركبته وجعله قريبا منه ثم قال أجل والله إنك لأنفعهم لي وأحسنهم تزيينا لشعري أعد فأعاده عليه وجرير يبكي حتى أخضلت لحيته ثم وهب لأشعب دراهم كانت معه وكساه حلة من حلل الملوك وكان يرسل إليه طول مقامه بالمدينة فيغنيه أشعب ويعطيه جرير شعره فيغني فيه قال وكان أشعب من أحسن الناس صوتا قال حماد والغناء الذي غناه فيه أشعب لابن سريج .
أخبرني علي بن سليمان قال حدثنا أبو سعيد السكري عن الرياشي عن الأصمعي قال وذكر المغيرة بن حجناء قال حدثني أبي عن أبيه عن جده يحيى بن أعين وذكر ذلك هشام بن الكلبي قال حدثني النهشلي من بني مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلمى بن جندل قال حدثني مسحل بن كسيب بن عمران بن عطاء بن الخطفي وأمه الربداء بنت جرير وهذا الخبر وإن كان فيه طول محتو على سائر أخبار من ناقض جريرا أو اعتن بينه وبين